جهاد واستشهاد شركسي ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا
سيرة المجاهد البطل موسى برماميت الشركسي و الشهيدبإذنه تعالى البطل عبد الله سبت الشركسي العمّاني
محمد باست
هذه سيرة عطرةللمجاهد الشركسي الأردني موسى محمد برماميت وزميله الشهيد المجاهد عبد الله سبت الشركسي اللذين تطوعا للجهاد في صفوف الثورة السورية الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي بعد انتهاء الحكم الفيصلي للبلاد. يرويها عنهماالقائد المجاهد سعيد العاص في كتابه صفحة من الأيام الحمراء(مذكرات القائد سعيد العاص 1889-1936) وقد اشترك هذا المجاهد في قيادة الثورة في فلسطين زمن الانتداب الإنجليزي أيضا حيث نال الشهادة التي طالما حلم بها على أرض فلسطين.
وهو يروي مذكراته في هذا الكتاب كقائد للمناطق الشمالية بحروب سوريا المقدسة ضد الانتداب والإحتلال الفرنسي.
يقول المجاهد سعيد العاص((سافر قبلي(مشيرا إلى زميله المناضل رمضان الشلاش من عشائر دير الزور) بأسبوع إلى الجبهة،وأرسلت معه موسى برماميت الشركسي الذي كان يود الذهاب معي يصحبه عبد الله سبت الشركسي العمانّي)).
((وصل رمضان شلاش الجبل عن طريق سحاب بصحبه موسى برمامت وعبد الله من شراكسة عمان. والتحق به أحد عشر بدويا من العتيبات،وكان دليلهم موسى برماميت الشركسي،وبعد يوم وليلة وصلوا ذيبين وحلوا ضيوفا في بيت حاطوم، وما كادت أقدامه تطأ الجبل حتى هرع الناس للنجدة، فتوجه إلى عراي واجتمع بسلطان باشا،وكانت معركة المسيفرة دائرة،فاشترك موسى بها وغنم بندقية ولباسا عسكريا وسيفا أهداه الى شيخ قرية المجدل…. ومن ثم زحف إلى بنشبة، واجتمع الى حمد عامر البطل المشهور في طربة، وطلب من حمد 200 محارب فرسانا. ولما اعلم نجيب عامر السلطة هاجمت الطيارات داره، وكان فيها موسى الشركسي، وعبد الله سبت الشركسي وفواز(عبد جلالة الملك المغفور فيصل الأول) فاستشهد عبد الله سبت بإذنه تعالى بشظية من شظايا الطيارة،وجرح العقيلي. وبعد اسبوع عادت الطيارات فقذفت بيت حمد عامر، فأصابت البيت وقتلت أشخاصا، ولكن الثوار رموها فسقطت والقي القبض على الطيارين واحرقت ولكن كان سقوطها في قرية أخرى)) ص 143-144.
وكان موسى برماميت من قادة جند الثورة وشجعانها المعدودين حيث يقول المناضل سعيد العاص عنه((تقدمت طلائع جيوشه(رمضان شلاش) وعلى رأسها محمد شريف شرف وابو نجيب،وموسى برماميت الشركسي من عمان، وثائر آخر. وزحفت الفرسان وانقضوا على الجند انقضاض الصاعقة… فتغلب الثوار على الحامية… ودخل الثوار سرايا دوما عنوة، واحتلوها… وغنم الثائر موسى الشركسي،حصانا أشقربعد ان ابلى بهذه المعركة بلاء حسنا)). ص145، وذلك وصفا لمعركة دوما ضد القوات الفرنسة.
وتحت عنوان الزحف على ضمير(شجاعة موسى مجمد برماميت الشركسي العماني) يقول المجاهد سعيد العاص((وصل ابن مختار قرية ضمير وزين لشلاش فكرة مهاجمةبلدته وبين له ان الأهالي ستناصره، فلبى طلبه وزحف بسبعين فارسا. وعقب انبلاج الفجر اشتبك مع الجند. وهاجم موسى الشركسي وأبوشريف جندي الرشاش من فوق الأسطح وتمكن موسى من قتل جندي الرشاش، وهو على رأس رشاشته، واستولى على الرشاشة بعد ان أفرغ بندقيته في رأس الجندي، وهذه شجاعة خارقة. وكانت شجاعة موسى وبسالة ابو شريف من عوامل انتصار شلاش.وقذفا بالرشاشة من عل، وهذا خطأ، لأنهما سببا تعطيله، وكان الأجدر بهمااستعماله، وغنمت *جماعة شلاش جميع الهجن، وقتلوا ما قتلوا من الجند))ص 145.
وتحت عنوان عاقبة شلاش ومصير موسى برماميت يقول المجاهد سعيد العاص((وصل شلاش جيرود ! ومنها الى ضمير واستراح فيها،وفي الساعة التاسعة عربية توجه الى الهياجنة ومعه اربعون فارسا، ومن ثمقرر الذهاب الى الغوطة، ولما وصل بين الحرج والغرابية شاهد اشباحا، فأمررمضان بأن يترجل الثوار عن خيولهم ففعلوا، واذا أمامهم قوةمن المتطوعة(مع الفرنسيين) فلما ميزّهم الثوار أعلموا شلاش، ففرّ لا يلوي على شيء، وفرّمعه 34 خيالا.وثبت موسى مع ستة فرسان فقتلوا من الجند 11 فارسا،وقتل رفقاء موسى إلا واحداهو نجيب الدرزي من ام الرمان،وكان القتلى ثلاثة دروز وواحد من عرب النعير.
وتمكن الاثنان( موسى ونجيب الدرزي) من جرح أربعة من الجند،ولكن عتادهما نفذ ولم يبق لدىموسى سوى بندقية واحدة فيها رصاصة لا غير،فطوقهما الجند ولماوجد موسى *(( أن لا مناص من الفرار)) صرخ بالشركسية((تسليم))فتقدم اليه 12 فارسا وقادوه أسيرا وأرادوا قتله،فمنعهم الضابط))ص 148-149.
وتحت عنوان من الشجعان المغمورين(موسى محمد برماميت)يقول المؤلف المناضل سعيد العاص((شاب(يعنى موسى)) شركسي طويل القامة، أشقر اللون، شجاع باسل. كان أول من عرض نفسه علي للاشتراك بالثورة. رافق شلاش في جميع تحركاته ووقع اسيرا كما بيّنا، وقادته القوةالى دمشق)).
وصلموسى الى دمشق، وسجن بقلعة غورو في المزّة وقرروا إعدامه مع أثني عشر آخرين. لكنه استمال المحافظ بـ 18 ليرة ذهبية فارسله مع دورية الى اذرعات(درعا)،ومنها امتطى سيارة قطع بها حدود سوريا ووصل الى عمان سالما. لقد كان موسى مثالا حيا للشجاعة كما كان محبا للعروبة،وقد نجاه الله باعجوبة من تلك المحنة التي كادت تودي بحياته)) ص150.
اذن فهذه صفحة مشرقة من صفحات النضال والتضحية التي سطرها آباؤنا وأجدادناالشراكسة دفاعا عن ارض الوطن العربي الذي احتضنهم فأحبّوه وبذلوا في سبيله ارواحهم ومهجهم ، ليعيش حرا كريما مستقلاّ ، وهنالك صفحات أخرى عديدة مضيئة، سطرهاالشراكسة في ارجاء الوطن العربي الكبير بأرواحهم ودماءهم وبطولاتهم تنتظرمن يقدم على فتحها وقراءتها على الملأ. ومن تلك الصفحات الخالدة، سيرةالضابط الشركسي صفر(سفر) قانتيمير الذي كان من قادةالثورة السورية الوطنية ضد الإحتلال الفرنسي في حلب وقد هاجم بقواته الوطنية السورية القوات الفرنسية المتمركزة في القلعة عام 1945م واستطاع استعادة القلعة من أيديهم وتحريرهامما مهّد لانسحاب القوات الفرنسية كلهامن سوريا في 17 نيسان 1946م،والشهيدبإذنه تعالى رجب هارون بسروقة قائد حامية حيفا،احدى فرق المقاومة الوطنية الفدائية في فلسطين عام 1948 م،والشهيدبإذنه تعالى يوسف عباس غش،وبطولات الوكيل صلاح الدين عزير والعقيدادريس سلطان، وفواز باشا ماهر، وعزت باشاقندور، ومحمد باشا اسحق ، وانور باشا محمد، ومحمد باشا ادريس، واحسان باشاشردم وفوزي مهاجر وسهيل نباص و المناضلين شبلي عبد الرزاق قُطا وعبدالرحمن بيتمر، واسحق الشركسي، وغيرهم الكثير الكثيرممن يتطلب الاطلاع على بيض صنائعهم ونبل تضحياتهم وبطولاتهم شيئا من الجهد في البحث والدراسة والإطّلاع. فهل نأمل ان تتوجه بعض البحوث والدراسات الى سيرةهؤلاء الأبطال الذين جهلنا تضحياتهم وبطولاتهم الفذة حتى اليوم، وهي الجديرة بكل التقدير والاعتبار
الجمعة فبراير 28, 2014 12:40 pm من طرف zaid varouqa
» الوطن-في-أدب-الشراكسة-العربي-والمعرب-د.-إيمان-بقاعي
الجمعة فبراير 28, 2014 12:35 pm من طرف zaid varouqa
» القاموس الشركسي جديد
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:22 pm من طرف zaid varouqa
» تشيركيسك
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:18 pm من طرف zaid varouqa
» قدماء الأديغة
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:16 pm من طرف zaid varouqa
» جهاد واستشهاد شركسي ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:15 pm من طرف zaid varouqa
» عيد الدغاغازة
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:14 pm من طرف zaid varouqa
» الشاعر عادل بيرسنق الشيشاني
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:13 pm من طرف zaid varouqa
» اكتشافات أثرية في جبال شمال القوقاز
الأحد سبتمبر 08, 2013 5:11 pm من طرف zaid varouqa