اكتشافات أثرية في جبال شمال القوقاز
يبدو أن جمهورية قبردينا-بلقاريا الروسية تصبح المزود الرئيس بالإكتشافات الأثرية المهمة عالمياً، إذ تتتابع فيها هذه الإكتشافات واحدة تلو الأخرى. فبداية اكتشفت فيها مغارات، اهتم بها الجيش والمخابرات الالمانية أيام الحرب العالمية الثانية. لتكتشف بعد ذلك قربها مقبرة مغرقة في القدم تعود إلى الشعوب القديمة التي سكنت هذه الأرض و سموا بالكيميرتسيين.
ثم بعد ذلك أتى اكتشاف منجم بطول ثمانين مترا في إحدى قمم جبال المنطقة ودلت على هذا المنجم ثلاثة حجارة عليها إشارات وأرقام بتواريخ 28 أكتوبر و 16 نوفمبر عام 1942. وقد ترك هذه الإشارات الجيش الألماني من منظمة "أنانيربي- تراث القدماء"، وكان يرأسها أحد قادة الجيش الألماني وهوغينريخ غيملير، فقد آمن قادة الجيش الألماني بأن السلطة على العالم ستكون عند من يملك "رمح القدر وكأس غرال". وقد وقع رمح لنغينوس بأيدي هيتلر بعد سقوط سويسرا. بينما تابعت "أنانيربي" البحث عن الكأس الذي من المفترض أنه خبئ في كهوف جبال القوقاز.
هذا الكهف الذي وجد منذ أكثر من ألف عام يتألف من عدة ممرات متصلة ببعضها وتصل جميعها إلى قاعة يبلغ طولها 36 مترا كما قال في لقائه مع إذاعة صوت روسيا رئيس البعثة الاستكشافية فيكتور كتليارَف، وهو مؤرخ له أكثر من خمسين كتاب في تاريخ القوقاز.
"لم أرى من قبل أن تهب الطبيعة بيوتا من حجر وكهوفا مبنية بدقة وتنظيم، يعتبر الكثير من الدارسين أن هذا المكان هو ما يسمى بالشق الزيوقوقازي الطبيعي. ويعتبر آخرون أن الكهف من صنع الإنسان، ومن ضمن عشرة باحثين أتوا معنا إلى هذا المكان رأى واحد منهم فقط أنه من صنع الطبيعة وإلا برأيه يجب الاعتراف بوجود حضارة أخرى غير أرضية صنعتها. و النظرية السائدة اليوم أن المكان من صنع الطبيعة ولكن تدخل الإنسان فيه واضح، أما الكهف فهو من بناء الإنسان".
سيدرس الكهف بشكل مفصل من قبل وزارة الإنقاذ والطوارئ في الجمهورية، فقد وجد الباحثون بالقرب من هذا المكان مقابر قديمة يسميها السكان المحليون بمقبرة النارتيين، وهؤلاء هم أبطال الأساطير القوقازية. كما وجدوا أدوات طعام فخارية تعود إلى القرن الثاني أو السابع قبل الميلاد، غير أنه من الواضح أن أكثر هذه الآثار قد سرقت، ويؤكد فيكتور كتليارَف على أن المقبرة تملك أهمية عالمية.
"شعوب كيميرتسي القديمة هي التي تركت هذه الآثار. وهناك عدد قليل جدا في العالم من المقابر الأثرية مثل هذه. بينما تعتبر هذه المقبرة كل ما بقي من آثار هذه الشعوب غير أنها أدهشتنا وأثارت اهتماما كبيرا في الوسط العلمي إذ أن الدفن فيها استمر مئات السنين".
لقد أتى هوميروس في أوديسيته عل ذكر شعوب "الكيميرتس" وكتب هيرودوت أن شعوب "السكيفي" أنزحتهم من أراضيهم، فسكنوا أراضي القرم وآسيا الصغرى، بينما يعتبر العلماء اليوم أن قسما من هذه الشعوب سكنت خلف نهر الدوناي وفي جبال القوقاز. وبذلك يصبح اكتشاف مقابرهم في جمهورية قبردينا- بلقاريا مفاجأة كبيرة في الوسط العلمي الجيولوجي، إذ أنه يسمح برسم الصورة الحقيقية لتاريخ القوقاز. ويؤكد كتليارَف على أن هذه الاكتشافات ستصبح تاريخية وسياحية مهمة لهذه المنطقة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
» الوطن-في-أدب-الشراكسة-العربي-والمعرب-د.-إيمان-بقاعي
» القاموس الشركسي جديد
» تشيركيسك
» قدماء الأديغة
» جهاد واستشهاد شركسي ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا
» عيد الدغاغازة
» الشاعر عادل بيرسنق الشيشاني
» اكتشافات أثرية في جبال شمال القوقاز